بين الإسلام وواقع بعض المسلمين (باللغة التايلاندي)
لماذا هذا التناقض الكبير؟ هذه هي كلمات بعض الناس الذين تعلموا الحقائق في تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الأخلاق الرفيعة، والسعي لتطوير الأرض، وخلق منفعة للبشرية، ونشر السلام بين الناس. ولكن عند النظر حولنا، نجد أمثلة لأولئك الذين يدّعون أنهم مسلمون، لكنهم بعيدون جدًا عن الإسلام. لذلك يطرح السؤال: هل هؤلاء الناس هم حقًا من يتبعون الدين الإسلامي الحقيقي؟
في الواقع، هذه الأمور تثير الشكوك والتساؤلات، مما يستدعي منا التأمل والتفكير بهدوء في العديد من القضايا، مثل:
ليس كل من يدّعي اعتناق الإسلام أو وُلد في الإسلام هو مسلم ملتزم بجميع مبادئه. هناك الكثير من الناس حولنا الذين يعانون من النقص ويبتعدون عن جوهر الإسلام وحقائقه، وهناك بعض المسلمين الذين يعرفون الإسلام فقط بالاسم.
لا ينبغي إلقاء اللوم على الدين والمعتقدات التي يتبعها الناس. لا يجوز القول بأن قسوة أدولف هتلر كانت بسبب الدين الذي كان يعتنقه، أو أن المسيحية دعت إلى العنف لأن هتلر كان مسيحيًا، أو أن الأشخاص الذين يرفضون الإيمان بالله يجب أن يكونوا محبين للقتل لأن جوزيف ستالين قتل ملايين الأشخاص وهو كان يرفض الله. كل هذه الادعاءات هي ادعاءات غير موضوعية، تفتقر إلى الدقة والصحة.
في الحقيقة، هناك العديد من الأمثلة التي تظهر جمال وعظمة تطبيق حقائق الإسلام، بما في ذلك روح السلام والعلم والابتكار التي ظهرت عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم بفضل الحضارة الإسلامية. من الهند في الشرق إلى إسبانيا في الغرب، لا تزال الآثار موجودة وتعتبر مصدرًا للإضاءة ونشوء العديد من الحضارات التي نعيش بها حتى اليوم. كما توجد أمثلة لدول تحاول تطوير ابتكارات جديدة في العصر الحديث، إلى جانب أمثلة عن شخصيات بارزة في مجالات مختلفة من العلوم في جميع أنحاء العالم.
لا أحد ينكر التقدم في مجال الطب ولا يرفض العلاج فقط بسبب رؤية أمثلة سيئة لبعض الأطباء المقربين منه. ولا أحد يعلن عداءه للتعليم ويمنع أبناءه من الذهاب إلى المدارس فقط بسبب رؤية مدارس معينة أو بعض المعلمين غير الجيدين في هذا المجال المحترم. ما يجب التفكير فيه هو المحتوى الفعلي، وليس الأمثلة السيئة التي قد تشوهه. لكن من المدهش أن رغم الجهود العديدة لتشويه صورة الإسلام من قبل من يدّعون أنهم مسلمون أو من أعداء الإسلام، لا يزال هناك العديد من الناس الذين يمكنهم الوصول إلى المعلومات الصحيحة دون أي تحريف، والذين يعتنقون الإسلام من جميع أنحاء العالم.