منذ البداية، كشف الله عن صفاته المتمثلة في الرحمة والمغفرة واللطف من خلال خلق الإنسان. فقد خُلق الإنسان نقيًّا صالحًا، مزوّدًا بضمير يميّز بين الخير والشر. لكن الله منحه أيضًا الرغبة وحرية الاختيار — أي القدرة على أن يسلك طريق الهداية الإلهية أو أن يتبع أهواء نفسه. وعندما خالف آدم وحواء أمر الله، لم يتخلَّ عنهما، بل لما تابا وطلبا المغفرة، غفر الله لهما برحمته، مؤكدًا أن بابه مفتوح دومًا للتائبين.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كنت أشرب وأنا حائض، ثم يناولني رسول الله ﷺ الإناء فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب» (رواه مسلم).
وهذه اللفتة البسيطة تحمل رسالة حب وطمأنينة، تُظهر أن حال الحيض لم يُنقص من مكانتها عنده ﷺ، بل زادها مودةً ورقةً في قلبه.
محمد ﷺ – ليس مجرد صفحة في كتب التاريخ، ولا ذكرى في قلوب المؤمنين، بل هو نداء متجدّد في كل عصر: نداء الرحمة والقدوة. في عالم يموج بالصراعات والكراهية، تبحث الإنسانية عن ملجأٍ تأوي إليه، ومحمد ﷺ هو ذلك الملجأ — علّمنا أن المحبة أقوى من العنف، وأن الرحمة أوسع من الحقد، وأن القلوب يمكن أن تلتقي رغم الاختلاف.
في كل مراحل حياته ﷺ، كان مثالًا للوفاء العظيم، ليس فقط مع أحبّته، بل حتى مع أعدائه ومَن حاربوه. ويبقى السؤال: كيف يستطيع إنسان أن يكون وفيًّا حتى مع من عاداه إنها رسالة أخلاقية وإنسانية عميقة، تدعونا للتأمل والتعرّف أكثر على محمد بن عبد الله ﷺ.
جلس النبي محمد ﷺ قلقًا ولكنه مملوء بالأمل بجانب سرير عمه أبي طالب في لحظات الموت الحرجة. انحنى النبي برفق وقال: "يا عمي، أرجو أن تقول: 'لا إله إلا الله'. هذه الكلمة سأدعو لك بها أمام الله".
(كلمات حب في أدق التفاصيل)
وسط حياة مليئة بالانشغالات بصفته قائد الأمة وناشر الحق للعالم، لم يهمل النبي ﷺ حقوق زوجاته.
على العكس، كان يعتني بهن، ويهتم بمشاعرهن واحتياجاتهن، ويعلّم جميع الرجال كيفية معاملة زوجاتهم."
تطوير midade.com